رسالة من شباب آمن بالثورة لقيادات الأحزاب الثورية
نحن مجموعة من الشباب التونسي الذي ساند الثورة و قاوم القمع مدة 10 أشهر و صوت للأحزاب الثورية و ممثليهم و بعض المستقلين إقتناعا منهم بمشروع ديمقراطي توافقي تعددي يقطع نهائيا مع جميع أشكال الديكتاتورية و الاستبداد حفاظا على سيادة الشعب و عملا على تحقيق مبادئ و أهداف ثورته.
نتمنى ان تبقى هاته الأحزاب صامدة كما عهدناها وان لا تظهر في الصورة كأحزاب تتناحر و تلهث وراء المناصب و
إعلموا أننا سندافع على مبادئ الثورة وعن مطالبها مهما وقعت أزمات طالما لم تحيدوا عن المشروع الذي جمعكم ( محاسبة, تحييد شرطة و قضاء و إعلام, تنمية عادلة و تحريك الإقتصاد لضمان التشغيل)
إعلموا أننا سندافع على مبادئ الثورة وعن مطالبها مهما وقعت أزمات طالما لم تحيدوا عن المشروع الذي جمعكم ( محاسبة, تحييد شرطة و قضاء و إعلام, تنمية عادلة و تحريك الإقتصاد لضمان التشغيل)
نحن اليوم نرجوكم أن لا تسمحوا بأن تضيع على الشعب التونسي هاته الفرصة التارخية وأن تساهموا بكل ما أوتيتم من جهد في جعل الشعب يختار دستوره و يحافظ على حريته التي أعطى من أجلها الكثير و مزال مستعدا للتضحية في سبيلها
إن مشروع قانون تنظيم السلط العمومية المقترح يمثل عكس ما يضن البعض ورقة مبدئية تحمل تعبيرا عن نظرة مشتركة بين الأحزاب المتألفة و تضمن في المجمل : تكبيل نظري لسحب الثقة من الحكومة بأغلبية الثلثين ( نظرا لقصر المدة الإنتقالية سنة واحدة و عدم توفر الوقت لتغيير الحكومة في هذه الفترة القصيرة و الحرجة ) وامكانية المصادقة على الدستور ( المهمة الأساسية للمجلس و الوثيقة التي تمثل كل التونسيين و التي يجب إيجاد أليات صادقة و مستقلة في المجتمع المدني لنقاشه ) بأغلبية الثلثين في قرائتين ثم بالأغلبية (50+1) في القراءة الثالثة و في حالة تعطل المسار الإنتقالي ودون تنصيص على استفتاء عليه ... و ذلك بكل سيئات إستفتاء بنعم أو لا على 400 فصل ( التجربة المصرية في البال) و سهولة حصول تيار وحيد على أغلبية 50+1 من أصوات الشعب ( طبعا بقانون إنتخابي إقتراع عام ليس بقانون إنتخابات 23 أكتوبر و الذي يمكن أن يمنح للنهضة وحدها 60% من الأصوات مثلا )
المرزوقي وحزب المؤتمر، أمام لحظة الحقيقة الآن : امّا ترك الأنانية في الرغبة في منصب رئيس الجمهوريّة (مهما كانت الصلاحيات) مقابل ترك حقائب وزارية مهمة و سيادية و تلائم حزب المؤتمر ( الداخلية و العدل ...) و التشبث بطول مدة المجلس التأسيسي ( 3سنوات ثم النزول بعد المفاوضات لسنتين أو سنة و نصف) أو السقوط في فخ ذم الوفاق و الضغط السياسي المصلحاجي الذي يمكن أن ينجح في هذه المرحلة لكنه يفقد قوة ضغط مستقبلية على بقية الأطراف في المسائل المهمة بجد و هي الدستور و الإصلاحات الجذرية في مؤسسات الدولة. وقتها قد يربح المرزوقي رئاسة الجمهوريّة الشرفيّة لكنّه يخسر حليف اليوم و لا يجده في الغد وقت الحاجة إليه في نقاط مفصلية ( المحاسبة و التغيير الجذري و السياسة الخارجية ...) عملا بمقولة "يا مبدل لحية بلحية تشتاقلهم الإثنين"
صلاحيات رئيس الدولة و توزيع المناصب لا تهمنا بقدر ما تهمنا وسائل و آليات تحقيق أهداف الثورة. مصلحة تونس و مستقبلها أهم من كل المصالح الحزبية. نحن مع التوافق و احترام صوت الأغلبية و إختيار الشعب ، و لكننا نرفض المساهمة في تأجيج صراعات جانبية و مصلحية تساهم في الإنقسام و تعطي الذرائع للمنهزمين للتشكيك في القوى الثورية و مدى قدرتها على تحقيق مطالب الشعب,
بكلّ صراحة، ورغم كلّ ما يختلج في أنفسنا لا نفهم كيف أنّنا كشباب الثورة نلاحظ إنقساما حادا و غوغاء في القواعد الشبابية أمام أوّل اختبار تمرّون به وأنتم ننتقلون من يُسر المعارضة إلى عسر المسؤوليّة.
و حتّى في حالة إقرار قانون منظّم للسّلطات العموميّة بصلاحيّات تنفيذيّة ضعيفة للرّئيس، وحتّى في حالة عدم تحصّل البعض على كلّ ما يريده من أسباب المسؤوليّة لتطبيق ما وعد الشعب به، ما الذي يمسّ في كلّ ذلك من مبادئه أو قيمهق ؟ نحن ندرك جيدا أنّ أوزانكم مختلفة في المجلس إلا إنّ الانتماءات الحزبية لا تعني شيئا أمام مشروع الوطن و لكم في شهداء الثورة اللا متحزبين أكبر مثال.
لا بد من الحرص أيضا على تقديم الأولويات الوطنية و التميز بالحكمة في التعامل مع مختلف مكونات المجتمع فأولويات البعض ليست مطابقة لأوليات البعض الأخر و مشاكل الفقراء ليست في لائكية و إسلامية الدولة و إنما في إيجاد تنمية تضمن الكرامة و لقمة العيش أيضا مشاكل عائلات الشهداء و الجرحى ليست في إسم وزير الداخلية و إنما في القصاص لأبنائهم و الكشف عن سر القناصة ... كما أن تهديد رجال أعمال كبار للهروب من العقاب و التعويض للدولة يقابله هروب مستثمرين أكبر منهم و الجدد نظرا لتواصل سياسة المكياليين ... فلتحرصو على الإستجابة للأولويات قبل أن تحترق البلاد و تموت أحلام الثورة
كما ندعوكم للرصانة و الإتزان قبل تبادل الإتهام و الإنقسام ... و لكم في جراد و الإتحاد أفضل مثال ... الحكمة أساس البناء و التقدم ...
نحن شباب آمن باالثورة لأنه اعتبر أن التضحيات البسيطة ( مقارنة بنضال الألاف من السياسيين على مر السنين و بدماء الشهداء و الجرحى) و دافعت عليه الأحزاب الثورية و المستقلين الأحرارو يحلم بأفضل مشروع للوطن يحمي سيادته و حريته و كرامته و يحقق أهداف ثورته و يضع الأرضية المناسبة للقطع النهائي مع الماضي و محاسبة من أجرموا في حق الشعب و بناء مجتمع ديمقراطي يتم فيه احترام الجميع من أغلبية و أقليات و يتضامن فيه الجميع دون اعتبارات إيديولوجية للإصلاح و ترسيخ العدالة و رفع المظالم. نحن شباب آمن بالثورة لأنه لا يعارض لرومانسية المعارضة و يكن للجميع عميق الاحترام و لا يعادي إلا من عادى مصالح هذا الوطن
نعم للوفاق و الاستقرار لا للإلتفاف على سلطة الشعب و إختياره
نعم للتسريع بإتمام المهمة في أجل سنة من الأن لا لتمديد الضبابية و المناخ الغير قار
نعم للإصلاح العميق و ألياته لا للحلول الترقيعية و الوقتية
عاشت تونس، عاش شباب الثورة, عاشت أحزاب الثورة صمّام الأمان و حامية سيادة الوطن
بكل روح رياضية لرفيقة درب ثورية :))
MAO
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire